حين غادرت مركز التراث الشعبي برفقة صديقي خالد الصيفي، والذي وجه لي الدعوة لزيارة بيت لحم من خلال مؤسسة إبداع ، كنت أشعر أني تركت بعضاً من قلبي في المركز، وساءلت نفسي: لقد زار المركز الكثير من المسئولين وأصحاب القرار، فقد سمعت عن زيارتاهم ورأيت صورهم، فماذا فعلوا بعد تلك الزيارات؟ هو سؤال يجول الروح حين أرى أن تلك الزيارات للعديد من الأمكنة لا تتجاوز حدود التغطيات الإعلامية المرتبة مسبقاً، وبعد ذلك يتبخر الكلام الجميل في الهواء، فجهد هائل مثل الذي رأيته في مركز التراث الشعبي، يهدف لإبراز الهوية والوجود والجذور الفلسـطينية الممتدة لآلاف السنين منذ زمن أجدادنا الكنعانيين، ويهدف كذلك إلى توفير فرص عمل لعدد من النساء الفلسطينيات من خلال ممارسة أعمال التطريز الذي يشكل عنصراً مميزاً في تراثنا الفلسطيني، ويهدف المركز الذي أقام العديد من المعارض في دول متعددة حول العالم وداخل الوطن، لإيجاد وعي تراثي وثقافي للأجيال الصاعدة؛ ويساهم إضافة إلى ذلك في المحاضرات وورش العمل والحلقات الدراسية حول موضوع التراث الفلسطيني والأزياء التقليدية. والجهود التي تبذلها السيدة مها السقا يجب أن يكون لها اهتمام من نوع خاص، فهذا التراث العظيم الذي تحرسه يجب أن يوثق، ويجب أن يكون مادة اهتمام بالمدارس والمؤسسات، وأن لا يقتصر على جهد فردي بغض النظر عن دور الجهود الفردية، فالمركز منذ تأسيسه في العام 1991 شارك في فعاليات لا تحصى في الوطن وخارجه لإبراز هذا التراث والتاريخ، بهدف إحياء وتوثيق ونشر التراث الفلسطيني والتعريف به، ونال الاهتمام والتكريم على مستوى عالمي، بينما لم يجد الاهتمام الكافي في الوطن، فهل يجب أن تبقى مقولة "لا كرامة لنبي في وطنه" هي التي تحكم مسيرتنا؟